تاريخ و أصل " الشماغ الأحمر "

26 فبراير 2024
العقيلي
تاريخ و أصل " الشماغ الأحمر "

من الشعوب القليلة التي مازالت تحافظ على مظهر مميز في طريقة لبسها سكان منطقة الخليج العربي محافظين على الموروث التاريخي والثقافي لديهم من خلال طريقة لبس " الشماغ الأحمر" التي فرضته الظروف البيئية في وقت معين ثم أصبح بعد ذلك من المحددات الثقافية والاجتماعية لديهم بالرغم من التطور الحداثي لديهم .

ما هو تاريخ و أصل " الشماغ الأحمر " ؟

بحسب أغلب الروايات التاريخية يعود الشماغ الأحمر إلى حضارات ما بين النهرين في العراق قديمًا كما وردت كلمة شماغ في اللغة السومرية، وهي تتكون من مقطعين اش - ماخ بمعنى غطاء الرأس وكانت أنماط توزيع الألوان على الشماغ تُحاكي شباك الصيد أو سنابل القمح كما يعتقد الباحثون في الملابس التقليدية.

يعتبر الملبس جزء هام من ثقافات الشعوب والتي تؤثر فيها العديد من العوامل منها البيئة المحيطة بها حيث نجد أن الواقع المحيط به سكان تلك المنطقة يفرض نفسه كما هو الحال في شعوب المناطق الباردة وكذلك سكان المناطق الجبلية، أما في البيئة الصحراوية، فالمسألة تتعلق بالبقاء حياً فهي تفرض نفسها على كل من يعيش او يمر بها، فتجد العربي في الجزيرة العربية متلثم بشماغه كسكان الطوارق في المغرب العربي.

تمكن الشماغ الصمود منذ تلك الفترة إلى وقتنا الحالي لمزاياه الوظيفية للسكان في بيئة صحراوية حيث يحميهم اشعة الشمس الحارقة وكذلك للحماية من ذرات الرمال المتطايرة في الأجواء الصحراوية فالحاجة العملية هنا هي ما تحكم طبيعة الملبس ويمكن أن نضيف لها العوامل والمحددات الاخرى الثقافية والاجتماعية مع التعود عليها على طول السنين.

ما هي طرق لبس الشماغ ،وكيف يبدو انيقاً ؟

هناك العديد من الطرق التي يمكنكم استخدامها في لبس الشماغ لكي يبدو انيقا؟ وتتلخص هذه الطرق فيما يلي :

طريقة الشيبان ويتم استخدامها إذا اراد الشخص أن يظهر ملامح الوجه وذلك عن طريق رفع أطراف الشماغ ليتم وضعها فوق العقال ثم تُترك ينسدل على الكتفين من الخلف. وهناك طريقة التواضع وتدل تلك الطريقة على الشخصية المتواضعة لمن يرتدي الشماغ بهذه الطريقة ويتم ارتدائها عن طريق وضع أحد طرفي الشماغ على الكتف المعاكس له والطرف الآخر يتم وضعه على الكتف الآخر.

أما طريقة صقر العروبة فيتم استخدامها في حالة ما إذا كان الشخص يمكث في الصحراء أو إذا كان لجو قارس البرودة، ويتم ارتدائها عن طريق وضع طرفا الشماغ على الكتف المعاكس، وهناك طريقة الفراشة حيث تجعل الشخص يتحرك بحرية أكثر كما تبرز معالم الوجه، ويتم ارتدائها عن طريق وضع أحد طرفي الشماغ على الكتف المعاكس له ويجب ألا يكون قريبًا أو بعيدًا بدرجة كبيرة عن الوجه إذ يجب أن يحيط به كجناح الفراشة.

يمثل الشماغ الأحمر مظهر ثقافي مميز لسكان منطقة الخليج العربي وله بعد تاريخي ومن ثم يحاول أن يظهر من يرتديها بشكل انيقا وجذابا ولكي يحدث ذلك يجب أن مراعاة التالي:

يجب اختيار الشماغ المناسب من أحد الماركات المشهورة ذات الجودة العالية.

قم بكوي الشماغ جيدا واحرص على ان يكون نظيفا.

اخترالترسيمة أو التشخيصة المناسبة التي تبرز أناقتك.

إذا كان الشماغ من النوع الملون فمن المناسب ان يكون متناسق مع لون الثوب.

ارتداء طاقية ثابتة ومناسبة لحجم الرأس.

إذا كنت ترغب في استخدام الشماغ لحماية رأسك ووجهك من الرياح الباردة أو الشمس الحارقة فتلك هي الطريقة المناسبة لذلك، فيجب أن تقوم بطي الشماغ إلى مثلث : عندما يكون الشماغ مفتوحًا تمامًا، طابق ركنًا واحدًا مع الزاوية المقابلة قطريًا له، ثم قم بطي المربع في النصف وفي المثلث، حيث تعد طريقة الربط هذه خيارًا جيدًا.

ما الفرق بين الشماغ الأحمر والغتر؟

يعد الشماغ الأبيض المرقط بالأحمر والغترة البيضاء وسمًا مميزًا يمثل هوية لمنطقة الخليج ككل. بمجرد ان ترى شخص يرتدي أحدهما مع الثوب حتى تعرف أن من يرتديه إما سعودي وإما من إحدى دول الجوار.

تاريخيا، بدأ استعماله كغطاء للرأس بسبب طبيعة المناخ وضرورة الحماية من أشعة الشمس أو الغبار وأيضًا للدفء أيام الشتاء القارسة.ورغم المحاولات في التجديد بالسعودية باستحداث ألوان أخرى تنافس الأحمر وتزحزح عن مكانته، فإنها باءت بالفشل إلى حد الآن.

يوجد اختلاف بين الاثنين في التسمية والشكل والتصميم والألوان حيث نجد أن الشماغ الأحمر منه الأحمر والملون والأبيض، بخلاف الغترة التي لايوجد منها سوى لون واحد وهو الأبيض، وهي ما يتميز بها أهل الإمارات تحديدا بارتداء الغترة عن الشماغ بخلاف أهل السعودية الذين يشتهرون بإرتداء الشماغ الأحمر عن الغترة. ولايوجد أي نقوش بالغترة أو أي تصاميم إلا في الأطراف تقوم بعض الماركات بوضعها.