العقال الملكي ثقافة وتاريخ
استمتع السعوديون بفخرهم برمزٍ فريد من نوعه يميز ثقافتهم وتراثهم العريق - العقال. إنه ليس مجرد قطعة من القماش، بل هو تعبيرٌ عن هويتهم وكيانهم، يضفي على مظهرهم سحرًا خاصًا وتميزًا لا يضاهى، حيث يتألقون به في مناسباتهم الهامة وفي يومهم اليومي على حد سواء.
لم يكن العقال السعودي، باللون الأسود الذي نعرفه اليوم، بل كان له لمسة ملكية فريدة، إذ كان يتوشى بخيوطٍ من الذهب، مما جعله يحمل لمسةً من الأناقة والرفاهية الملكية. تجسد هذه القطعة الفريدة رمزيةً وطنيةً قديمة، إذ ظهرت لأول مرة بين أذرع الملوك السعوديين، بدءًا من المؤسس الملك عبد العزيز، ومرورًا بالملكين سعود وفيصل، حفظهم الله.
اطلب الان: عقال ملكي مقصب
العقال المقصب الذهبي السعودي
يعتبر العقال المقصب جزءًا لا يتجزأ من تراث السعودية، حيث أنه لا يمكن تصوّر اللباس السعودي التقليدي من دونه. إنه ليس مجرد قطعة قماشية، بل هو تعبيرٌ عن الهوية والأصالة، وعن مفهوم الرجولة العربية التقليدية. إنه يحكي قصةً عريقة عن الفخر والانتماء لتراث يمتد عبر الزمان والمكان.
ومع مرور الزمن، استمر العقال في التطور، حتى أصبح جزءًا لا يتجزأ من الزي الشعبي السعودي، حيث يُصنع الآن غالبًا من صوف الماعز، ويُرتدي بفخر فوق الشماغ أو الغترة. إنه يجمع بين الأصالة والتطور، بينما يظل مرتبطًا بجذوره العريقة وتاريخه العريض في تاريخ الثقافة السعودية.
باختصار، العقال ليس مجرد قطعة قماشية تغطي الرأس، بل هو رمز للهوية والتراث، يجسد الأصالة والفخر الوطني، ويحمل في طياته قصة عريقة عن العزة والرجولة والتميز.
تاريخ العقال المقصب
تنوعت الروايات حول أصل ارتداء العقال، فهناك من يعتقد أنه جاء نتيجة لتثبيت الغترة أو الشماغ لحماية الرأس من حرارة الشمس، وهناك من يرى أن العقال كان يستخدم لربط الناقة وتثبيتها أثناء التنقل، ليتحول بعد ذلك إلى جزء لا يتجزأ من الزي التقليدي.
وتؤكد موسوعة الثقافة التقليدية في السعودية أن "العقال المقصب" كان يعتبر ملبساً خاصاً بالملوك والأمراء والشيوخ من كبار الجاه في السعودية ودول الخليج والدول العربية، حيث كان يتم إعداده بدقة من الصوف الألماني الأسود والخيط الذهبي بسعر يبدأ من 15 ألف ريال.
وعلى الرغم من أن "العقال المقصب" كان معروفاً في العراق والشام قبل أن ينتشر في السعودية، إلا أن شهرته انتشرت على مستوى العالم بعد أن اعتمده الملك عبد العزيز، مما أضفى عليه لمسةً من الأهمية والسمعة العالمية.